عجلة الدوري الايطالي تبدأ بالدوران .. غداً

من طرف **المــ♥ــلك** 27/08/10, 06:02 am

الهدوء يغلف »الميركاتو«.. ونجوم الاندية تتساقط

يستعد الدوري الايطالي لفتح اولى صفحات الموسم الجديد مساء غدٍ مع انطلاق منافسات النسخة (106) من الكالتشيو.
ما بين الإكتفاء الذاتي او شبح الازمة المالية، فان صفقات الدوري تاهت في مضيق مظلم وبات حراك كبرى فرق الكالتشيو يتركز على ابقاء النجوم على حالهم، بل ان الركود الذي اصاب سوق انتقالات الكالتشيو بات اشبه بمسلسل درامي يحاول البطل خلاله البقاء على قيد الحياة والابتعاد ما امكن عن خطر العاصفة، ذلك ان فرق ايطاليا مجتمعة صبت جام تركيزها على ابعاد نجومها عن اللهب المتطاير من اموال اندية الدول المجاورة والتي تطال بين الحين والاخر الاسوار المحصنة، لتصبح مسألة تجديد عقد لاعب ما «صفقة بحد ذاتها».
ورغم التعاقدات التي قامت بها الاندية الكبرى العام الماضي ، الا ان الصيف الحالي شهد خمولاً غير مسبوق، واقتصر الامر على جلب بعض الاسماء الغير لامعة كرويا، وبعد ان اعتدنا قبل بداية كل موسم على بعض الحكايات التي تبدأ ولا تنتهي إلا في الأيام الأخيرة من السوق ، كانت عناوين الصحف هذا الصيف مجرد تكهنات حول مستقبل النجوم، وتشابه الطرح بصيغة السؤال الابرز .. هل سيبقى ام سيرحل؟
وبعيداً عن اسباب هبوط مؤشر بورصة اللاعبين في ايطاليا وحذر الاندية في دخول سباقات محمومة، فان العلامة الفارقة في الكالتشيو هذا الموسم هي تشابه الاندية الكبرى في تغيير الاجهزة الفنية في الوقت الذي جاء فيه مدربين لم يتركوا بصمة مؤثرة على الساحة الايطالية على الاقل خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى النقيض تماماً، فان حامل اللقب انتر ميلان نجح في الاحتفاظ ببريقه رغم صعوبة المهمة، وابقى الفريق على اسماءه الرنانة وعوض رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو برجل لا يقل شأناً جاء من بلاد البريميرليج، فالحديث هنا عن الاسباني رفائيل بينيتز المدير الفني السابق لليفربول.
وقبل التوغل في سرد ابرز متغيرات الدوري الايطالي المقبل، فاننا في «الرأي» نستعرض بشكل متسلسل كل ما هو جديد عن اندية المقدمة.

انتر ميلان .. الاحتفاظ بالبريق!

كانت ابرز صفقات بطل الدوري هي استقدام المدرب الاسباني رافائيل بينيتيز من ليفربول الانجليزي وذلك بعد ذهاب مدربه مورينيو لنادي ريال مدريد الاسباني .
وعلى الرغم من قوة بطل ايطاليا في سوق الانتقالات كما كان يحدث خلال السنوات الماضية، فان فريق «الافاعي» بدا مستسلماً خلال الميركاتو في هذا الصيف وحدد اولوياته بالابقاء على نجومه بعيداً عن اطماع اندية اسبانيا وانجلترا، في حين كانت التعزيزات اقل بكثير مما كان ينتظره عشاق المارد الايطالي قياساً بقائمة المغادرين.
لم يقم الإنتر منذ دخول رافائيل بينتيز لأرضية «الميلانو» بأي شيء يذكر على صعيد التعاقدات، حيث انه أضاف الحارس لوكا كاستيلادزي بصفقة مجانية من سامبدوريا، كما استقبل البرازيلي كوتينهو من فاسكو دي جاما بعد انتهاء اعارته، في حين كانت صفقة مدافع بارما لوكا أنتونيلي هي الوحيدة ختام الميركاتو للافاعي على ما يبدو رغم ان الحديث ما يزال دائراً حول امكانية خطف الهولندي كاوت من ليفربول او الاسباني ماتا من فالنسيا قبل انتهاء الوقت المحدد، فان امال الجماهير بهذه الصفقات تلاشت تقريباً وباتت للذكريات.
وعلى النقيض تماماً، فان قائمة المغادرين كانت اكثر سيطاً من القادمين، وبعد ان استقبلت الجماهير خبر وداع الرجل السوبر « مورينيو»، فان الفتى المزعج بالوتيلي غادر سريعاً صوب مانشستر سيتي الانجليزي، كما خرج ريكاردو كواريسما إلى نادي بيشكتاش التركي وهو إنتقال متوقع للنجم البرتغالي الذي في فشل في إثبات ذاته أو التأقلم مع الأوضاع في الدوري الإيطالي رغم إصرار مورينيو المدير الفني السابق عليه، وتخلى الإنتر عن ماركو أرناتوفيتش النمساوي إلى فيردر بريمن الألماني، وتحول السلوفيني الشاب رينيه كرهين لاعب الوسط الواعد إلى نادي بولونيا الذي ظفر بنصف عقده ليمتلك كلاً من الإنتر وبولونيا عقده في صفقة ملكية مشتركة، فيما ودع الحارس المخضرم فرانشيسكو تولدو الإنتر بعد سنوات طوال بعد ان اعلن نهاية مشواره مع كرة القدم وإعتزاله مهنة لعب كرة القدم بشكل نهائي.
ورغم سوء الحال في ميزان انتقالات الانتر، فان الرضا والطمأنينة ما تزال حاضرة عند الادارة بعد ان نجحت في الابقاء على ابرز النجوم وفي مقدمتهم الهولندي ويسلي شنايدر والبرازيلي مايكون الى جانب الارجنتيني مليتو.

روما .. البحث عن الاستقرار

وفي حال مشابه لبطل الدوري مع اختلاف الظروف، فان نادي العاصمة روما زحف في سوق الانتقالات طويلاً وخرج بصفقات مجانية عززت من صورته المقلقة لدى الجماهير حول الوضع المادي المتردي.
انجز روما مؤخراً صفقة وسط باليرمو فابيو سمبلسيو بعد إنتهاء عقده بشكل مجاني، وانسحب الامر على المهاجم البرازيلي أدريانو، فيما يبقى البحث جارٍ عن اسماء موضوعة مسبقاً خاصة بعد ان تواصلت ازمة الارجنتيني بورديسيو بعجز فريق العاصمة عن حسم مسألة انتقاله نهائياً من الانتر، لكن المفارقة هي التعاقد مع شقيق الارجنتيني في نفس الوقت وهو جييرمو بودريسو الذي يلعب ايضاً في الخط الخلفي وتحديداً في قلب الدفاع، فيما عاد الظهير الشاب ألياندرو روسي من سيينا، والبرازيلي سيسنهو من ساو باولو بعد انتهاء اعارتهما.
وفي الطرف الاخر من المعادلة، فان روما خسر الظهير الأيمن للفريق ماركو موتا بعد أن فاز أودينيزي بعملية المظاريف المغلقة، كما ترك روما المهاجم لوكا توني يرحل بعد إنتهاء إعارته لبايرن ميونيخ، وقد قام الأخير ببيعه لنادي جنوى الإيطالي، فيما رحل أيضاً تونيتو الظهير المخضرم والحارس البرازيلي آرثر بعد إنتهاء العقد.
وبعيداً عن خطوات كبار الاندية الايطالية هذا الموسم بتغيير الاجهزة الفنية، فان روما فضل الابقاء على المدرب الوطني كلاوديو رانييري بحثاً عن الاستقرار ولتكرار انجاز الموسم الماضي بالوصول الى وصافة الدوري وكأس ايطاليا على اقل تقدير الى جانب ضمان مقعد في دوري ابطال اوروبا للموسم المقبل.

يوفنتوس .. باب القتال على مصرعيه!

لم يملك يوفينتوس اي حلول اخرى سوى القتال في سوق الانتقالات على جبهتين، فهو يأمل الابقاء على نجومه في الوقت الذي يسعى خلاله لتدعيم الصفوف وارضاء الجماهير بعد موسم اسود بكافة مقاييسه!
وعلى عكس ما يحدث في مختلف الاندية الايطالية، فان الحديث الاهم في اروقة السيدة العجوز يدور حول امكانية رحيل البرازيلي ديجو و ماركيزيو الذي لم يوقع بعد على تجديد عقده الى جانب الحارس المخضرم جالويجي بوفون والفرنسي تريزيجيه اخرين، في حين ما يزال اقدم الاندية الايطالية بغوص في سوق الانتقالات بحثاً عن اسماء رنانة للموسم الجديد وفي مقدمتها المدافع الارجنتيني ديميكليس الى جانب الاسباني خوان كابديفيا والمهاجم الازوري المخضرم انتونيو دي نتالي.
وعلى خطى كبار الكالتشيو، كان اليوفي يدشن موسمه الجديد بتغيير جهازه الفني وتسليمه للويجي ديل نيري بدلاً من ألبيرتو زاكيروني، حيث قام النادي حتى الان بعدد واسع من التعاقدات اصابت في معظمها الخط الخلفي بقدوم ميلوس كراسيتش، ألبيرتو أكيلاني، ماركو موتَّا، لوناردو بونوشي، خورخي أندريس مارتينيز و سيموني بيبِّي، في حين يبقى الحوار مفتوحاً على كل الاحتمالات حتى منتصف ليلة اليوم الاخير من اغلاق باب الانتقالات الصيفية.