الأسبيرين.. العقار السحري

حول العالم
الأسبيرين.. العقار السحري

فهد عامر الاحمدي
يبدو أنه لا يمرعام جديد إلا ويكتشف العلماء فائدة جديدة للأسبيرين؛ فقبل اسبوع تقريبا أعلن معهد الصيدلة في ميلانو ان تناول الأسبيرين بجرعات صغيرة - لخمس سنوات أو أكثر - يحد من سرطان الأنف والحنجرة بنسبة الثلثين.
ومن العجيب ان الاسبيرين ظل منذ اكتشافه معروفا كدواء لتخفيف الحمى وتسكين الصداع. وهو دواء استخرجته شعوب عديدة من لحاء شجر الصفصاف. وفي عام 1853حضّره الكيميائي الفرنسي تشارل جيرهارت بطريقة نقية. غير انه لم ينتشر بين الناس إلا بعد ان تحدث الكيميائي هينرش دريسر عن فوائده الطبية عام 1899.وبعدها بسنتين حضّرته الشركات الألمانية بشكل تجاري وسوقته تحت اسم "اسبيرين" (حيث التصق به الاسم إلى الأبد). وهو يتكون من حمض الإستيل وينتمي لمجموعة مركبات تدعى "ساليسيلات". ويحقق فعاليته (في تخفيف الصداع والحمى) من خلال منع مادة كيميائية تساهم في نقل الألم (تدعى بروستاجلاندين)!!.

وبدءاً من السبعينات لاحظ الأطباء أن للاسبيرين فوائد ثانوية إيجابية - اتخذت شيئا فشيئا صبغة التأكيد والرسمية:

@ فقد ثبت مثلا ان الاسبيرين مفيد في منع تجلط الدم والحد من النوبات القلبية. فهو المسكن الوحيد الذي يمنع تخثر الدم ويسبب سيولته - وبالتالي يسهل مروره في الشرايين-. واليوم ينصح الأطباء من أصيب بنوبة قلبية سابقة - أو يوجد في عائلته من مات بهذا السبب - بتناول جرعة صغيرة من الاسبيرين بشكل يومي. وتقول الاحصائيات ان الاسبيرين يمنع حدوث أول نوبة قلبية لدى الرجال بنسبة 50% ولدى النساء بنسبة 30%. وحين يتم تناوله بعد أول نوبة يحد من احتمال الوفاة بنسبة 25% - وهذه النسب لا تقل عن الأدوية التي توصف لمرضى القلب ولكنه أرخص بكثير-!!

@ وبالإضافة للخبر الذي بدأنا به المقال أصبح مؤكدا ان تناول الاسبيرين بانتظام يحد من سرطان الرئتين والقصبة الهوائية بنسبة كبيرة. كما ثبتت فعاليته في الحد من سرطان الفم والمعدة والبروستاتا والقولون (بنسبة تصل إلى 40%). ورغم عدم معرفتنا بكيفية حدوث ذلك إلا ان جمعية السرطان الأمريكية (ACS) اعترفت عام 1993بفعاليته في الحد من الأورام السرطانية في المناطق السابقة...

@ أيضاً ثبتت فائدة الاسبيرين للنساء الحوامل حيث يوصف لمنع ما يعرف بتسمم الحمل (أو ازدياد ضغط الدم). كما يحد من نسبة الاسقاط والولادة المبكرة وضعف الوزن لدى الجنين.. وفي فبراير الماضي فقط اكتشف العلماء في جامعة أوكسفورد ان الاسبيرين مفيد في مرحلة الحمل حيث يحد من حوادث الإسلاب (بنسبة 15%) ويؤخر الولادة المبكرة (بنسبة 8%) ووفاة الجنين (بنسبة 14%)!!

@ ومن المحاسن القديمة للاسبيرين قدرته - ليس فقط على تخفيف الألم - بل والحد من الالتهابات والتخمجات الناتجة عن الجروح والأمراض.. كما ثبت ان قدرته على تخفيف آلام المفاصل لا تعود فقط إلى فعاليته (كمخفف ألم) بل وإلى الحد من تليف الغضاريف!!

.. والاسبيرين عموما من الأدوية المأمونة التي يمكن تناولها بدون وصفة طبية.. ورغم هذا لا ننسى انه يسبب سيولة الدم ويمنعه من التخثر - وبالتالي قد يتحول لكارثة في حالة الحوادث مثلا. أضف لهذا ان طبيعته الحمضية قد تسبب للبعض تهيجاً في المعدة - كما لا يجوز تناوله عند الإصابة بالانفلونزا والجدري الكاذب!!.

على أي حال هناك مسألتان مهمتان يجب مراعاتهما بخصوص المحاسن السابقة للأسبيرين:

الأولى ان دوره في الغالب وقائي وليس علاجياً.. بمعنى انه يحد من نسبة ظهور الأمراض ولكنه لا يعالجها بعد ظهورها "كالسرطان مثلا"!.

اما الثانية فهي ان هذه الفوائد لا تتحقق إلا من خلال تناوله بجرعات صغيرة لفترة طويلة (فتناول جرعة كبيرة، لمرة واحدة فقط؛ لا يفيد إلا في حالة الصداع والألم)!!.

وما زلنا بانتظار الاكتشاف القادم!!

مشكور على المعلومات المفيدة

موضوع رائع
تمت اضافته الى ارشيفي الخاص
مشكور

[b]مشكوووووووووووووور كتير عالمعلومات بس بدي وضحلك انو معلوماتك مبالغ فيها لدرجةللاسباب :
* لا يعطى للحامل "منعا باتا" بسبب تشوهات للجنين
* وهو دواء غير امن لأنو يسبب القرحة للشخص السليم والمريض
* الاستخدام المزمن له تأثير بعيد المدى مثل سرطان المعدة ونزيف معدي وفقر دم
وطبعا الاطباء بتحاول تتفادى وصف الدواء بحيث يعطو السيليكوكسيب بديلا عن الاسبرين لحالات الالم والسيتامول بدلا عنه بحالات ارتفاع الحرارة والكلوبيدوغريل لحالات الجلطات بس العائق عن الكلوبيدوغريل هو سعرو الغالي
بس بشكرك المعلومات الظريفة ولا تزعل من الانتقادات أنا دكتور صيدلاني وبيهمني انو الناس ما تنغر بالاسبرين ونحن بنكره الاسبرين للاثار الجانبية وبنفضل البارا سيتامول للأمان

مشكور عالمعلومات
المفبدة شكرا

مشكور